طلاب هارفارد الأجانب بين التوتر السياسي ومصير مجهول
تحت رايات هارفارد القرمزية وفي ذروة احتفالات التخرج، يجد الطلاب الأجانب أنفسهم وسط أزمة متصاعدة تتراوح بين الغموض القانوني والتجاذبات السياسية. فبدلاً من الاحتفال، يعيش هؤلاء الطلاب حالة من القلق بشأن مستقبلهم في الولايات المتحدة.
بدأت الأزمة عندما اتهمت إدارة ترامب جامعة هارفارد بانتهاك قوانين فيدرالية، بما في ذلك تشجيع معاداة السامية، وقررت وزارة الأمن الداخلي إلغاء اعتماد الجامعة ضمن برنامج تأشيرات الطلاب، ما يعني فعلياً وقف قبول الطلاب الأجانب. وقد علّقت قاضية فيدرالية تنفيذ القرار مؤقتاً، مانحة الجامعة فرصة للدفاع عن موقفها خلال 30 يوماً.
احتجاجات وتضامن داخل الحرم الجامعي
شهد أسبوع التخرج تعبيرات تضامن مع الطلاب المتأثرين، حيث ارتدى الخريجون زهوراً بيضاء. وعلى خلاف العام السابق، لاقى رئيس الجامعة آلان جاربر ترحيباً كبيراً بعد دفاعه العلني عن استقلال الجامعة.
لكن التوترات امتدت خارج هارفارد، حيث أعلن وزير الخارجية ماركو روبيو عن بدء إلغاء تأشيرات لطلاب صينيين، ضمن حملة أوسع تطال الطلاب الدوليين. وفي تصعيد إضافي، طالب الرئيس ترامب بالحصول على قوائم بأسماء الطلاب الأجانب في هارفارد، ملوّحاً باحتمال ترحيل من يعتبرهم "خطراً."
الطلاب يتحدثون: نشعر بأننا أدوات سياسية
العديد من الطلاب عبّروا عن مشاعرهم بالخذلان، مثل ألفريد ويليامسون وماتياس إيسمان من الدنمارك، الذين تحدثوا عن تحول الشعور بالترحيب إلى قلق من المجهول. أما خالد إمام، زميل تدريس مصري في كلية كينيدي، فيصف قرارات الإدارة بأنها تهدد حلمه الأكاديمي ومسيرته، قائلاً إنه لا يعلم إن كان سيتمكن من العودة إلى الجامعة بعد عطلته.
حرية التعليم الأكاديمي على المحك
يرى البروفيسور ستيف ليفيتسكي أن ما يحدث هو هجوم سياسي على استقلالية الجامعات، مشيراً إلى أن اتهامات معاداة السامية تفتقر إلى الأدلة، وأن معدلاتها داخل هارفارد أقل من المعدلات الوطنية.
هجرة العقول: خسارة لأمريكا
الطالب الفرنسي نيكولا فاون غادر مع أسرته، وعبّر عن خيبة أمله قائلاً إن بيئة عدم الاستقرار دفعت العديد إلى العدول عن الدراسة في هارفارد، مما يضر بمكانة أمريكا العلمية. فالطلاب الأجانب يشكلون ربع عدد طلاب الجامعة، ويساهمون بمليارات الدولارات في الاقتصاد الأمريكي.
القضية أكبر من هارفارد
يؤكد ليفيتسكي أن المسألة تتجاوز هارفارد وتمس جوهر التعليم والديمقراطية الأمريكية، محذراً من سابقة خطيرة في تدخل الحكومة بالعالم الأكاديمي.
وفي انتظار مآل المعركة القانونية، يبقى الطلاب في حالة ترقب. كما يقول عبدالله شهيد سيال، رئيس اتحاد الطلاب الباكستاني: "لا أحد يعرف ما إذا كنا سنعود إلى هارفارد أو حتى إلى أمريكا في الفصل القادم."